أحنُّ إلى سورِيا

– مدن عربية –

أحنُّ إلى سورِيا

شعر: وليد الكيلاني

أحنُّ إلى الصبحِ في وجهها

وللديكِ يصحو على فجرها

وصوتِ الـبلابلِ تشدو بـها

ولونِ الورود على خدِّها

ورائحةِ الفلِّ في روضِها

وللكونِ يعبق من عطرها

وللبـدرِ يسهـر في ليلها

ولليل يـحلـم في حسنها

وللروحِ تسكر من سحرها

وللنـفسِ تـرتاح في ظـِّلها

وللقـلب يخـفق في حبِّها

أحـنُّ الـيها إلـى أرضِـها

وتحزن روحي على بُعدِها

وتـبكي عـيوني على دمعِها

ويـنزف قلبي على جُرحها

وأحـنو علـيها وأدعـو لها

بأن يـرحـم اللهُ أطــفالـها

وأنْ يـرفـق اللهُ فـي أهلها

***

أحنُّ كـغيري مـن الـعاشـقـينْ

وأشـتاقُ في الصبح للياسَمين

وصوتِ النواعير رغم الأنين

أحـنُّ ويـأكـلُّ قـلبي الحـنـين

ويا سوريا طالَ ظلمُ السنين

وكـنت بِـحـريةٍ تحـلمـين

وصالت وجالت يد الغاشمين

وصـرت الضحية للـجاهـلين

وأصبحت في قبضة الحاقدين

ولم تسلمي من أذى المجرمين

فـلا تعـلمـين ولا تعرفـين

بخنجر منْ يا تُـرى تُطعنين

وأيُّ السـيوف بهـا تذبـحـين

فنحن بـعصر الــنفاق اللـعين

وعـصر المصالح والمرتشين

فـكل الـذئاب أتـوا هاجـمين

لعـابٌ يسيلُ ونابٌ مـكين

وكنت كليلى من الحالمين

ضفائرها تبهر الناظرين

وسلتها تطـعم الجائـعين

وكلٌ يرى فيك صيدا سمين

فصرت الـفريسة لـلطامـعين

وصادوك يا حلوة ً في كمين

وساقوك كي تُعدمي شامتين

***

بلادُ الجـمال ومـاءٍ مـَعين

وظـلٍ ظـليلٍ وخيرٍ دفـين

تَشرَّدَ أطـفالُـها جائعـيـن

وفي كل قطر غدوا لاجئين

حُفاةً عُـراةً بوجهٍ حـزين

يبيعون علكا ً إلى العابرين

وآباؤهم أصبحوا مُـعدمين

يعيشون في غُربةٍ مُحبطين

ولا يعلمون مصير البنين

خـيامٌ وذلٌ ووضعٌ مُهين

وكانوا بخير من المُنعَمين

من الحامدين من الشاكرين

يعيشون في دورهم آمنين

يراعون ما بين دنيا ودين

وبعض لبعض من الحافظين

إلى أن أتهم يد المفسدين

فـعارٌ وعارٌ على الساكتين

وعـارٌعـلى أهـلـنا أجمعين

من الصامتين أو الشامتين

فجُرح العروبة جُرحٌ ثخين

وكلٌ سيتبع في اللاحقين

ولكن متى تعلمون اليقين

حرامٌ حرامٌ على العالَمين

وهذي المجازر في أي دين

***

فيا سوريا يا ثرى الخالدين

لك اللهُ فهْو الوحيد المُـعين

نحـبُّك يا جنـة الـعاشـقـين

فـأنـت بـأرواحـنا تسكـنيـن

نـُحسُّ نُحس بـما تشعـرين

سلامٌ عليك مـن المخلصين

ودمعةُ شوق من النازحين

سنـبقى علـى عـهدنا ثابتين

سنـرجعُ حتماً ولو بعد حين

نقبل منك الثرى والجبين

ونمسح دمع العيون الحزين

ونُهدي لك الورد والياسمين

مُرّاكش الحمراء

مُرّاكش الحمراء

 مُـرّاكشُ الـحمراءُ مـا أحـلاكِ سُبـحانَ ربي بالـجمالِ حـَباكِ  يا أرضَ أوريكا رُبوعُكِ جنَّةٌ فالـثلجُ في أعلى الذُرى غطَّاكِ  والنخلُ يَعلو في سُفوحِك باسقاً والزهرُ فـاضَ عبيرُهُ بـرُباكِ  والنحلُ يرشُفُ من شفاهِـك شَهدهُ لـمَّا يُــقبّـِلُ فـي حـنانٍ فـاكِ...